قبل مدة قلت لزوجتي مازحاً، وأظنها كانت متعبة (سأقول لأهلك أنا لا أريدها، خذوها وأعطوني واحدة بدلها) أو (قولي لأهلك أني لا أريدك ليأخذوك ويعطوني واحدة بديلة) هذا هو مضمون العبارة وليس بالتحديد، والعبارة الثانية لست متأكداً منها. وقد كررتها مرات في أوقات مختلفة، ولا أدري كم مرة.
ثم إني استمعت لدرس في الطلاق ومسائلة، وكذلك قرأت فخفت أن يلحقني شيء بهذه الكلمات. علماً بأني حريص ألا أقترب من كلمات الطلاق حتى في حالات الغضب والخلاف، لكني لم أنتبه لهذه الكلمات، فربما تكون لها علاقة بهذا الأمر. فهل علي شيء في هذا؟
الجواب::::::_____________
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أولاً: يجب على المسلم أن لا يعبث بألفاظ الطلاق، ولا يلعب أو يمزح بها؛ فإنه قد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم أنه قال: "ثلاث جدهن جد وهزلهن جد" وذكر منها (الطلاق). فإذا طلق الرجل زوجته مازحاً فإن طلاقه يقع، فأنصحك يا أخي بالحذر من التلاعب بألفاظ الطلاق، وأن لا تعود لمثل ما فعلت حتى لا تندم.
وألفاظ الطلاق التي يقع بها قد تكون صريحة وقد تكون كناية، فالصريح يقع بدون اشتراط نية الطلاق. أما الكناية فإنه يلزم معه وجود نية الطلاق، كلفظ أنت برية أو خليّة، أو اذهبي لأهلك، أولا تمكثي في بيتي ونحو ذلك.
وعلى هذا فإن اللفظ الذي تلفظت به يعد من كنايات الطلاق الذي يفتقر إلى النية، فإن كنت نويت الطلاق بهذا اللفظ -ولو كنت مازحاً- فإن طلاقك يقع طلقة واحدة. وإن لم تنو الطلاق به فلا يقع به شيء. والله تعالى أعلم.