Admin Admin
المساهمات : 181 تاريخ التسجيل : 12/10/2008
| موضوع: مصدر الرزق الوحيد الأربعاء أكتوبر 15, 2008 3:39 pm | |
| مصدر الرزق الوحيد وقبل أن نغادر منزل أم خبيب أخبرتنا أنها كباقي أبناء شعبنا تتمنى ان يزول الاحتلال ويهدم الجدار وتعود للأرض التي اشتاقت إليها حيث أنها لا تستطيع ولا بأي شكل التفريط فيها لأنها جزء منها ومن الماضي إضافة الى أنها تشكل مصدر الرزق الوحيد للعائلة . انطلقنا من جديد ببطيء وحذر وسرنا في طرقات القرية ، الى ان وصلنا الى منزل الأستاذ ماجد عطا المدرس في مدرسة كفر صور الثانوية والذي قام بواجب الضيافة على أكمل وجه سألناه عن الجدار وانعكاساته أجاب متألماً وقد بدت على ملامحه علامات التأثر" ان أرضه كانت تعتبر أقرب قطعة ارض على البلدة أما الآن وبعد بناء الجدار لم تعد كذلك حيث أصبحت أبعد قطعة أرض يمكن الوصول إليها " . وقال " ان الوصول للأرض قبل الشروع في بناء الجدار لم يكن يستغرق الثلاث دقائق لتصبح المسافة اقسي لتبلغ ساعتين ونصف بعد تنفيذ المخططات الرامية الى تمزيق ومصادرة الأرض. وعطا كغيره من أبناء القرية الذين تضرروا جراء بناء الجدار فقد خسر حوالي 15 دونما من أرضه الواقعة في خلة الخروب في منطقة جبارة والمزروعة باللوز والتين والزيتون والزعتر والجوافة بالإضافة الى تدمير البيت البلاستيكي والذي قدرت خسارته بحوالي 6000 دينار عدا عن تدمير خط مواسير المياه بالكامل . وعن صعوبة الوضع الاقتصادي الذي خلف وراءه العديد من الأسر التي فقدت مصدر رزقها الوحيد يخبرنا عطا وعيناه تتجهان صوب الغرفة المجاورة التي تحتضن أبنائه " انقطاع الرواتب شكل أزمة لجميع المواطنين وأن ما يزيد الأمر سوءا ،ان لدى اثنان يدرسان في الجامعة حيث اعتمدت بشكل كلي على ريع الأرض التي كانت تغطي جزء لا بأس به من المصاريف .وبعد ان استأذنا للمغادرة وقفنا على باب المنزل لوداع أهل البيت. تابعنا السير .......و حاولت جاهدة ان أُلملم أوجاع وآهات المواطنين الذين انقلب حالهم رأسا على عقب بعد ضياع أرضهم لاقف عند جراحات الاهالي المتضررين . وفجأة التقينا بالمواطن إحسان أمين الذي لم يكن بأحسن حال من غيره ففي بداية 2002 تلقى أول خبر كارثي هزه بعنف وكان استشهاد أخيه صبري أمين في مدينة نابلس ولم يلبث ان أفاق من محنته حتى تعرض لصدمة أخرى أفقدته صوابه عندما شرعت سلطات الاحتلال بمصادرة أرضه . ويقول أمين بنبرة صوت حزينة بالكاد تسمع " ان الاحتلال ومن اجل بناء الجدار قد صادر ما يزيد عن 200 دونما من أرضه الواقعة في مناطق خلة الخروب وخلة سعود وبيير البيارة والعمارة الغربية و التي أصبحت غرب الجدار ، ودمر100 دونما تم بناء الجدار عليها بالإضافة الى القطعة الشرقية المتبقية والتي تقدر بـ50 دونما مُنِعت من الوصول إليها لان القرار الإسرائيلي الجائر يمنع التواجد في منطقة شرق الجدار إلا على بعد 300 متر منه . ووجه أمين الذي عمل كهربائيا بعد فقدانه لأرضه من اجل إعالة ذويه صرخة استغاثة للمجتمع الدولي داعيا إياه الى الوقوف الى جانب أبناء الشعب الفلسطيني وصد الهجمة الشرسة التي تشنها إسرائيل والعمل على إزالة جدار الضم العنصري لكي يعم السلام . واستكملنا سيرنا حتى اعترضننا يافطة المجلس القروي دخلنا الى هناك واستقبلنا بحفاوة وتحدثنا مع عيد ياسين رئيس المجلس القروي في الراس الذي بدوره استنكر ممارسات سلطات الاحتلال والتي تهدف الى الاستيلاء على الأراضي الزراعية مؤكدا ان الاحتلال اقتلع ما يزيد عن 1000 شجرة زيتون مثمرة من أراضي القرية لصالح الجدار. وأشار ياسين الى ان طول الجدار الممتد على أراضي القرية يبلغ حوالي ( 5) كيلو متر وبعرض يتراوح ما بين (70 ـ 100 ) مضيفا ان الاحتلال صادر وعزل ما يزيد عن ( 7 ) الاف دونما من أراضي القرية المزروعة بأشجار الزيتون الرومي المثمر واللوزيات بالإضافة إلى التهام الجدار لــ ( 500 ) دونما تم بناء الجدار عليها من مساحة إجمالية للقرية تقدر بـعشر آلاف دونما . وأكد رئيس المجلس على ان الجدار العنصري قد تم تغييره لأكثر من مرة حسب أهواء المساحيين الإسرائيليين الذين عاثوا فسادا في الأرض واقتلعوا ودمروا مئات الأشجار والدونومات الزراعية الخصبة مضيفا ان الجدار ألقى بظلاله المأساوية على ( 140 ) عائلة . الأمر الذي أدى الى ارتفاع نسبة البطالة في القرية الى 90% بسبب انقطاع معظم أهالي القرية عن مصدر رزقهم الوحيد ، يذكر ان عدد سكان القرية حوالي 600 نسمة . وبعدما أنهيت جولتي في القرية ودعت سهيلة التي أنهكتها الرحلة على أمل اللقاء بها وقد تحسنت الأوضاع وغادرت بقلب مقبوض محمل ومثقل بجراحات وآلام الأهالي اللذين لم ولن تنتهي معاناتهم بإزالة الجدار فقط ولكن بزوال الاحتلال . | |
|