نضال قسوم
"إن هذا العدد الكبير من العوالم، والحجم الهائل للكون، لم يؤخذ برأيي بعين الاعتبار، حتى ولو بشكل سطحي، من قبل أي دين وخاصة الديانات الغربية" كارل ساغان "لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (سورة فصلت الآية 57) تلخص الآية القرآنية الكريمة والعبارة التي سبقتها الأزمة التي يجد علم الكون نفسه يواجهها اليوم، ألا وهي كيف يمكن للإنسان أن يبني تصورا وفهما ما لهذا الكون، وهل يكون له دور هام فيه أم يجب تجاهله؟ فكارل ساغان ينبهر بالحجم الهائل للكون، ولكن بأي مقياس هو كبير؟ هنا تشير الآية الى أن المقياس هو الإنسان. ولو أزلنا الإنسان من الصورة، ألا يتحول الكون إلى وصف بارد وعبثي لصورة لا حياة فيها؟ وما معنى هذه الصورة إن وجدت؟
" "مبدأ الرداءة" يقول بأن وضعيتنا في الكون، في المكان كما في الزمان، لا تمتلك أي ميزة خاصة، وبالتالي نحن لا نحمل أي قيمة خاصة ولا نلعب أي دور كوني، وقد صار هذا هو المبدأ الأولي في علم الكون " | علم الكون أو الكونيات (الكوسمولوجيا) طالما عانى من هذه المشكلة. ففي العصور السابقة رأى الإنسان نفسه مركزا للعالم وللكون، حتى إن الروحانيات وفي بعض الأحيان كانت جزءا من الصورة كما هو الحال في النظرة الإسلامية التقليدية، التي أسهب في تفصيلها الفيلسوف العلمي سيد حسين نصر والفيلسوف المسلم الصوفي ويليام تشيتيك ومن ينتمون إلى هذه المدرسة.بعدها جاءت ثورة العالم الفلكي البولندي كوبر نيكوس والتي سرعان ما تحولت إلى ما يعرف اليوم بـ"مبدأ الرداءة" الذي يقول إن وضعيتنا في الكون، في المكان كما في الزمان، لا تمتلك أي ميزة خاصة، وبالتالي نحن لا نحمل أي قيمة خاصة ولا نلعب أي دور كوني، وقد صار هذا هو المبدأ الأولي في علم الكون
|